[color=red]وثيقة سلام ..
العالم كله ساحة وحلبة للصراعات .. العالم كله يبحث عن المصالح الفردية ويرقض وراءها وأثناء رقضه هذا يقتل بقدمه كل معانى السلام الذى يتمناه الطيبون والضعفاء فى العالم ..
السلام الذى يتغنى به الكبار ويغنى به الصغار، السلام الذى أصبح كحمامة مذبوحة لن تقوم .. ولكن هذه الحمامة تركت لنا غصن الزيتون فهل ندوس عليه بقدمنا ؟!!
لن يحمل السلام بعد الأن الحمام - لأنه قتل لأنه ضعيف - بل سيحمله من الأن الأنسان ، لأنه من البداية رسالته فى الأرض والحمام كان مجرد ساعى بريد ينقل له الرسالة ، قد أن الأوان على كل أنسان أن يحمل الرسالة .
السلام ليس تلك المعاهدة التى توقع بين الدول على مبادئ قد لا تفيد الشعب الضعيف ..
السلام ليس كلام الأغانى والندوات والصحافة والكتب والشعر ..
السلام ليس مجرد عدم التعدى على الاخر ..
السلام ليس تلك الكلمة ولا حتى المعنى ، ولكن جردوا السلام من حروفه ومعانيه وجردوه من أعمالكم ومن كل ما شوهه من معاهدات وندوات وكتب لا تجدى ولم يأخذ بها .
حينها تعرفوا السلام .. السلام هو الأحساس ، هو حياة كاملة ومبادئ وأخلاق اساسية لو تحلى بها الفرد – ليس الدول – لعاش العالم فى سلام .
قد توقع دولتين معاهدة سلام على عدم التعدى ، وتجد أبناء تلك الدولتين يتعدون على بعضهم البعض .. فمن السبب ؟!!
السبب هو أن معاهدة السلام ، لم تعلمهم السلام ولم تجعلهم يتعايشونه ، فقط ألزمتهم بشئ هم لا يعرفوه .
السلام معاهدة يمضيها الفرد مع نفسه تقضى بأن يكون مسالم ويعيش فى سلام ويسالم الناس منه ويعيشون معه فى سلام .
أذا وقع الفرد مع نفسه تلك الوثيقة لعاش العالم كله فى سلام ، سلام له نتائج لا تقدر أجهزة الأحصاء العالمية على حصر فوائده .
يكفى أن اقول أنه حين يوقع الأنسان مع نفسه تلك الوثيقة سوف يأتى عليه يوم يجد أجنبيا على غير دينه ولا فكره أو حضارته يجلس معه على مائدة واحدة يكون قد أعدها لهم شخص أخر على غير جنسيتهم او دينهم او حضارتهم ، ويفتح الباب وينادى على كل العالم أن يأتوا بمختلف جنسياتهم وحضارتهم وفكرهم ليجتمعوا على تلك المائدة ..
محمد عصمت